الصلاة .. الصلاة أخي المسلم ..
ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاّ اله وحده لا شريك له ، شهادة حق ورضى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، نبي العدل والهدى ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً .. " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " … أماّ بعد :
فإذا أردنا أن نفتح نافذة كي نطل منها على أحزان المسلمين ، وجراحاتهم ، لانفتحت أمامنا نوافذ لا تعد ولا تحصى ، فلا توجد بقعة من بقاع المسلمين إلا وهي تئن ، ولها نشيج ونحيب ، فأي نافذة نفتح ، ومن خلال أي نافذة نطل ، فكلما نظرنا من نافذة لطختنا الدماء البريئة ، وأحرقتنا نار الغيرة ، ومزقتنا حمم الأخوة ، فلكم الله أيها المسلمون في كل مكان ، وعفواً أيها الأخوة ، فلنغلق تلك النوافذ جميعاً وقلوبنا هناك ، ولنطل على نافذة أخرى نتلمس من خلالها أسباب الهزائم والخسائر التي منيت بها الأمة ، فلما فتحت قبرص ، فُرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض ، وبكى أبو الدرداء فقال له جبير : أتبكي في يوم أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله ، فقال أبو الدرداء : " ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره ، فبينما هم أمةٌ قاهرةٌ ظاهرةٌ لهم المُلْك ، تركوا أمر الله عز وجل فصاروا إلى ما ترى " ، ولهذا جاء في الأثر : " إذا عصاني من يعرفني ، سلطت عليه من لا يعرفني " ، فكم غرقت الأمة اليوم في أوحال الذنوب والمعاصي ، وكم غاصت في لجج الآثام والكبائر ، حتى دارت عليها الدوائر ، وحاق بها مكر الله ، جزاء وفاقاً ، وما ربك بظلام للعبيد .
إن الذنوب لهي أكبر معول لهدم الدين في النفوس ، وأعظم معين للأعداء ، ألا وإن من أعظم الذنوب والمعاصي التي عُصي الله بها في الأرض ما جاء على لسان ذلك اليهودي الذي قال : " إذا أراد المسلمون أن ينتصروا علينا فلا بد أن يكون حضورهم في صلاة الفجر مثل حضورهم في صلاة الجمعة " ، نعم يا عباد الله ، إذا أردنا النصر والفوز على الأعداء من شياطين الإنس والجن ، فيجب أن يكون حضورنا في جميع الفروض الخمسة كحضورنا في صلاة الجمعة ، هذا ما شهدت به الأعداء ، والحق ما شهدوا به ، فلماذا يفكر الكثير من المسلمين في الصلاة في بيوتهم دون الحضور إلى مقر الصلاة وهي المساجد ، واعلم يا من تصلي في بيتك وتهجر بيوت الله إنك مهما عشت في هذه الدنيا فلا بد أن تدخل المسجد إما حياً أو ميتاً ، فاحرص على دخوله حياً متذللاً لله خاشعاً لله ، طائعاً لله ولرسوله ، قبل أن تدخله محمولاً على أعناق الرجال ميتاً ليصلى عليك ، فحينئذ لا ينفعك عملك ولا تجارتك ولا منصبك ولا مكسبك ولا أولادك من الله شيئاً ، وإليكم هذه القصة ، هذا رجل آتاه الله قوة في جسمه وفتوة في عضلاته ، فنسي أن الله هو القوي المتين ، كان يسمع داعي الله فلا يجيبه ، أما إذا سمع داعي الهوى والشهوات أسرع في إجابته ، وكل همه جمع المال من أي طريق كان ، كان يعمل حمالاً يحمل البضائع في الأسواق ، وذات يوم دخل متجراً وهو يحمل بضاعة ، فسقط عليه جدار فوقع على ظهره ، فأصيب بشلل كلي أفقده القدرة على المشي والحركة فصار حياً ميتاً ، قد حكم عليه بعدم الحركة طوال الحياة ، حتى الخارج من السبيلين لا يملك إخراجهما بنفسه ، فيحتاج إلى ثلاث ساعات على الأقل لإخراجهما بعد ألم عسير لا يعلمه إلا الله ، وهكذا هي حياته نكد وألم وتعب ، لم يعرف المسجد يوماً ، فعاقبه الله عقاباً أليماً ، وسأله أحد الزائرين عن أمنيته الآن ، فقال : أتمنى أن أحضر صلاة الجماعة . آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين .
يا تاركاً للصلاة ويا هاجراً لبيوت الله ويا مستهيناً بأوامر الله : هل تذكرت هادم اللذات ومفرق الجماعات ، هل تذكرت مفارقة المال والأهل والأولاد ، هل تذكرت يوماً تكون فيه من أهل القبور ، هل تذكرت ضيق القبور وظلمتها ، ووحشتها وكربتها ، هل تذكرت عذاب القبر وحياته وعقاربه ، هل تذكرت عندما يضرب الفاجر بمرزبة من حديد يغوص في الأرض سبعون ذراعاً ويصيح صيحة يسمعه كل الخلائق إلا الإنس والجن ، هل تذكرت عندما تسأل في قبرك أتوفق للجواب أم تحيد عن الصواب ، فيا ويلك كيف نسيت الموت وهو لا ينساك ، ويلك كيف غفلت ولم يغفل عنك ، وويل لك كيف تؤثر دنياك ولا تدري غداً ما يفعل بك ، فأعد للسؤال جواباً ، وللجواب صواباً ، وإياك والتفريط في جنب الله فالله معك يسمعك ويراك ، إياك والتسويف ، ولا تقل ما زلت في مقتبل العمر ولسوف أتوب ، فالموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ، ولا شاباً ولا شيخاً ، ولا غنياً ولا فقيراً ، ولا وزيراً ولا أميراً ، ولا رجالاً ولا نساءً ، " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد "
أمـا والله لـو عـلـم الأنام *** لمـا خـلـقوا لما غفلوا وناموا
لـقـد خـلـقوا لما لو أبصرته *** عـيـون قـلوبهم تاهوا وهاموا
مـمـات ثم قـبـر ثم حـشر *** وتـوبـيـخ وأهـوال عـظام
لـقـد خـلـقوا لما لو أبصرته *** عـيـون قـلوبهم تاهوا وهاموا
مـمـات ثم قـبـر ثم حـشر *** وتـوبـيـخ وأهـوال عـظام
أرجو منك متابعة الفيديو الخاص بهذه الحلقة ..
بارك الله فيك
ردحذفبارك الله فيك
ردحذفاول مايحاسب عليه المرء يوم القيامه هي الصلاه فمن وصلها وصل الله ومن قطعها قطع علاقته بالله
ردحذفهى من اركان الاسلام الخمس لا دين بغيرها
ردحذف